الشائع أن التعليم الالكتروني سيؤدى في النهاية إلى الاستغناء عن المعلم وفى الواقع أن من اولويات نجاح التعليم الالكتروني هو وجود معلم ماهر متقن لأساليب واستراتيجيات التعليم الالكتروني المتمكن من مادته العلمية والراغب في الاستزادة بكل حديث في مجال تخصصه والمؤمن بأهمية التعليم المستمر.
إن التعليم الالكتروني يحتاج إلى المعلم الفطن الذي يقدر ثمن المعلومة والذي يعي بأنه كل يوم لا تزداد فيه خبراته فانه يتأخر سنوات وسنوات ولهذا كان لزاما أن يعد المعلم إعدادا جيدا حتى يصل إلى هذا المستوى الذي يتطلبه التعليم الالكتروني وهذا لا يتأتى بين ليلة وضحاها وإنما الأمر يحتاج إلى عمل دؤوب وجهد متواصل. لأنه ليس كما يفهم البعض من أن عدة دورات في مجال الحاسوب قد تفي بالغرض المطلوب وتخرج لنا معلما الكترونيا. فهناك العديد من المعلمين يجيدون استخدام الحاسوب ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه التقنية في العملية التعليمية والتربوية بسبب جهلهم بفلسفة التعليم الالكتروني واستراتيجياته لأن التعليم الالكتروني ليس مجرد برمجيات وعتاد وأجهزة.
أن المعلم لكي يصبح معلما الكترونيا يجب أن تكون لديه قناعة تامة بأن طرق التدريس التقليدية يجب أن تتغير لتكون متناسبة مع الكم الهائل من المعلومات في كافة مجالات الحياة. وعليه أن يتعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقاتها ونقلها إلى المتعلمين.
سمات شخصية المعلم والمهارات المتطلبة في بيئة التعليم الالكتروني:
هناك سمات شخصية وبعض المهارات يجب أن يتسم بها معلم التعليم الالكتروني وهى:
إن الانتقال من نظام التعليم التقليدي والذي يعتبر المعلم محور العملية التعليمية وبالتالي فان وظائفه محددة وثابتة إلى نظام التعليم الالكتروني E-Learning والذي يقوم على مبدأ هام وهو الوصول بالتعلم للمتعلم بغض النظر عن المكان والزمان وعليه يتطلب تحولا جذريا في ادوار المعلم المعروفة في ظل التعليم الالكتروني إلى ادوار ووظائف حديثة في ظل التعليم الالكتروني.
ومن أهم هذه الأدوار والوظائف ما يلي:
1- باحث: وهذه الوظيفة تعتبر من اولويات اهتمام المعلم في قيامه بالبحث عن كل ماهو جديد ومتعلق بالموضوع المقدم للطلبة، أيضا ما هو متعلق بطرق تقديم المقررات خلال الشبكة.
2- مصمم للخبرات التعليمية: بما أن النشاطات التربوية التي تقدم للطلبة مكملة لما يكتسبه المتعلم داخل أو خارج القاعات الدراسية وبالتالي فان المعلم له دور كبير في تصميم الخبرات والنشاطات بما يتناسب واهتمامات الطلاب.
3- تكنولوجي: هناك العديد من المهارات التكنولوجيا التي يجب على المعلم من إتقانها لكي يتمكن من استخدام الشبكة في عملية التعلم ومن بين هذه المهارات: إتقان إحدى لغات البرمجة-برامج تصفح المواقع-استخدام برامج حماية الملفات وغيرها من المستحدثات التكنولوجيا.
4- مقدم للمحتوى: يجب إن يكون على دراية تامة في كيفية تقديم المحتوى خلال الموقع التعليمي والذي يفترض فيه أن يتميز بسهولة الوصول إليها واسترجاعها والتعامل معها.
5- مرشد وميسر للعمليات: لم تعد وظيفة المعلم في نقل المحتوى للمتعلمين وإنما أصبح دوره في تسهيل الوصول للمعلومات ومن تم توجيه وإرشاد المتعلمين أثناء تعاملهم مع المحتوى من خلال الشبكة.
6- مقوم:على أن يتعرف على أساليب تقويم الطلبة من خلال الشبكة وان يكون ذا مقدرة في تحديد نقاط القوة والضعف لدى طلابه.
7- مدير أو قائد للعملية التعليمية: إن المعلم في نظم التعليم الالكتروني يقع عليه العبء الأكبر في تحديد مواعيد اللقاءات الافتراضية وأساليب عرض المحتوى وأساليب التقويم وهو بذلك يعد مديرا للموقف التعليمي.